Monday, February 13, 2012

كيس الرّمل أم ...


مع إحترامي الشديد للحراك وما يحاول أنصاره ومؤيدوه أن يفعلوه ولكن الحل ليس بالحراك والمظاهرات فهذه المظاهرات تعطي فرصة للفساد والمفسدين بالتوغل بما يفعلوه!! كيف؟ ﻷنّ الكثير من الشرفاء في الشوارع إما يتظاهروا أو يُضربوا والخاسر فالنهاية هو الوطن والمواطن وفي نفس الوقت بطلع متسلّقين ليركبوا الموجة ويصبحوا هم المؤسّسين للوطنية والإصلاح في البلد


هناك قصّة قصيرة أريد أن أرويها قلها لي أبي، عن رجل سوري كان يقطع الحدود كل يوم من سوريا إلى لبنان على متن درّاجته  ويعود بعد بضعة أيّام وكان دائما يعود من لبنان ومعه كيس صغير من الرّمل وكان ضابط الأمن على الحدود يفتّش الكيس ويبحث فيه عن أي مهرّبات ولا يجد أي شيء ويسأل الرجل لماذا هذا الكيس فكان يجاوبه بأنّه يحب لبنان ويعشق ترابها وأنّه يأخذ هذه الحفنة من التراب من أجل أن تبقى لبنان في ذهنه ... واستمرّ الحال على ما هو عليه سنوات طوال وكان رجل الأمن في كل مرّة يفتّش الكيس ويجعل الكلاب تشمّه ويأخذ عيّنات للتحليل وغيره وما يطلع شي ... مجرّد تراب.

وبعد مضي السنون تقاعد رجل ولكنه بقي على الحدود ينتظر الرجل "المهرّب" إلى أن جاء فقال له: الآن وقد تقاعدت وليس لي عليك أي مقدرة أو سلطة أرجوك قل لي ما قصة الكيس، فأجابه الرجل السوري ليست القصّة في الكيس ولكنّي في كل مرّة أعود فيها من لبنان كنت أحضر درّاجة جديدة بدل القديمة لأبيعها وأعود في المرّة القادمة بدراجة قديمة أخرى فأبدلها من لبنان وهكذا ...

الشّاهد في القصّة أنا خائف أن نكون لاهين في كيس الرّمل ولا نستطيع أن نرى الدرّاجات التّي تبدّل كل يوم.


إقتراحي بما أنّ لدينا هذا العدد من الشّرفاء والشجعان الذّين لا يخشون قول كلمة "لا" أن يكونوا في أماكن عملهم بنفس القوّة والشجاعة والولاء للوطن وأن يقولوا "لا" كلّما شعروا بأنّ الوطن يحتاجها وكلّما شعروا أنّهم على حق وليس السّبب أن أهبّط من عزيمتهم ولكن إحتمال لو توحدوا على مصلحة الوطن والمواطن في أماكن عملهم وراعوا الله وضميرهم الوطني والإنساني في كل ما يفعلوه أن يكون لهم تأثير أقوى على جعل الوضع أحسن فيصبح التعليم أحسن مش عشانه شغل بس عشان المعلّم بده يطلّع ناس بتفهم وحرّة وتكون الرعّاية الصّحية أحسن عشان الدكتور بهموا الناس وإنه يعالجهم ويكون الموظّف بهموّا يخدم النّاس عشان هدا واجبه، لو كل واحد بحلّل راتبه وبحط الله قدّام عينيه ساعتها خاوة الفاسدين والمفسدين بطلعوا من جحورهم وبينكشفوا.


رأيي، إنّه الحراك بطريقة غير مباشرة وعلى الأغلب غير مقصودة يساعد الفاسدين بأن يزدادوا فسادا والخراب يزداد خرابا مع إنه كل المطلوب هو تطبيق حق الله والوطن والمواطن في العمل فلا تقوم للفساد قائمة ولا يكون للفاسدين ظهر يستندوا عليه وبصراحة من لا يراعي حقوق الله والوطن والمواطن في عمله أفسد من الفاسدين فهو من أعطاهم القوّة والقدرة والأدوات والتغطية الإجتماعية والمهنيّة ليكونوا فاسدين.

 

يا من تدعون ضدّ الفساد إحذروا فلعلّكم أنتم من وضع الفساد وأنماه ولعلّكم أنتم من جعل للفساد أنياب وأظافر ينهش بهم لحمكم ولحم البلد ومعذرة من المعلّمين وأساتذة الجامعات وكل المربّين الفاضلين والآباء والأمّهات، ولكن بناءا على المقابلات التي أجريتها خلال الأسابيع الماضية فإنّني أجزم بأنّ التربية والتعليم في البلد في أردى أحوالها لدرجة أنّي إستمتعت وشكرت وأثنيت على شاب قابلته لأنّه كان رائع في المقابلة وأجاب على الأسئلة بشكل مميّز ولم تكن سنين الجامعة الأربع التّي أمضاها هباءا.


على كل من يخشى على البلد وأولاد البلد أن يخشى الله أوّلا وأن يتذكّر شيء مهم "{وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ}"

No comments: